«حدودُ لغتي هي حدودُ عالمي»
أَنْتَ الآنَ تضعُ أولى خطواتِكَ على طريقِ العلمِ، أجملِ الدّروبِ وأبهاها. حسمُكَ الصّغيرُ يحملُ عقلًا كبيرًا مليئًا
بالأسئلةِ، وقلبًا غضًّا مليئًا بالخيرِ والحبّ. لكنْ كَيفَ ستسيرُ فى هذا الدّربِ الّذي لا ينتهي، ولا تنتهي الدّهشةُ
فيه؟ كيفَ ستتعلّمُ وتقبِضُ على المعرفةِ؟ وكيفَ ستصيرُ أَفضلَ وأفضلَ؟ إنّكَ تعرِفُ أَنَّك ستتعلّمُ أمورًا كثيرةٌ في
المدرسةِ، وستعودُ كلّ يومٍ إلى البيتِ وقدْ صرَّتَ أكبرَ قَليلًا منَ اليومِ الّذي قبلَه، لأَنّك عرفْتَ أكثرِ، لكنْ كَيفَ
ستعلّمُ؟
إنّ دربَ العلمِ الّذي تقفُ فى بدايتِه له بابٌ، ولا يمكنُ لأيّ أحدٍ أنْ يسبرَ في هذا الدّربِ إِذَا لَمَّ يُفْتَحْ له هذا
البابُ. وهذا البابُ هو اللُّغَةُ، لغَتُكَ العربيَّةُ، فأنتَ في هذا الكتابِ ستكونُ في رحلةٍ جميلةٍ معَ حروفٍ لغَتِكَ العربيّةِ
وكلماتِها. ومعَ كلّ حرفٍ تتعلّمُهُ سيزدادُ النّورُ في عقلِكَ وقلبِكَ، وستمضي في دربِ العلمِ خطوةً وراءَ خطوةٍ.
هذا، إذَنْ، كتابُ اللّغةِ العربيّةِ الَّذي سيساعدُكَ لتقرأَ كلّ الكتبِ الأخرى، الآنَ، في المدرسةِ، ولاحقًا، في الحياةِ،
إلى آخرِ العمرِ. وفي هذا الكتابِ ستكونُ رحلتُكَ خفيفةً لطيفةٌ، منَظّمةً، ومعَ الوقتِ ستعتادُ عليها، وتألفُها،
وتحبُّها
الكتابُ مقسّمٌ إلى ثمانيةٍ وعشرينَ قسمًا صغيرًا، بعددٍ حروفِ اللُّغَةِ العربيّةِ، وفي كلّ قسمٍ ستتعلّمُ حرفًا، وستقضي
معَ كلّ حرفٍ أربعة أيامٍ، فتخيّلْ نفسَكَ أَنّكَ مغامرٌ قَرّرَ أَنْ يسافرَ ليزوزَ ثمانيةٌ وعشرِينَ بلدًا، وفي كلّ بلدٍ سيقضي
أربعةَ أيّامٍ.
فى اليومِ الأوّلِ ستقرأُ لك معلّمتُكَ قصّةً جميلةً ظريفةً، هذه القصّةُ بطُلُها حيوانٌ منَ الحيواناتِ الّتِي تعرِفُها
بالتأكيدِ، يبدأُ اسمُه بالحرفِ الّذي ستتعلّمُهُ، فالباءُ معَ بوبي البومةِ الحكيمةِ، والخاءُ معَ خشونٍ الخروفِ الَّذِي

يحبُّ أَنْ يَتَخَيَّ، والسّينُ مَعَ بِئْسِمِ السّنحابِ الّذي يحبُّ السَّكرَ، وَالرَّاءُ معَ ربيعِ الرّاكونِ السَّرِيعِ، والنّونُ معَ نونةَ
التّملةِ التّشيطةِ، وهكذا. في هذا اليومِ استمعْ إلى القصّةِ، واستمتعْ بها، وشاركْ معلّمَتَكَ وزملاءَكَ الحديثَ عنها،
وحاولْ أنْ تتذكّرَ الكلماتِ الّتي سمعْتَها في القصّةِ. ولا تنسَ أنْ تحكيَ لأَمِّكَ في البيتِ القصّةَ كاملةٌ، نعمْ إِنَّكَ
تستطيعُ ذلك بلا شكِّ.
في اليومِ الثّاني ستبدأُ رحلتُكَ معَ الحرفِ، ستعلّمُكَ معلّمتُكَ كيفَ تنطقُهُ نطقًا صحيحًا، وكيفَ تميَّزُهُ، وستعلّمُكَ
أيضًا كلماتٍ فيها هذا الحرفُ، ستكونُ أنشطةً سهلةً وبسيطةٌ، وستتعلّمُ بسرعةٍ، وتقضي وقتًا طيّبًا معَ زملائِكَ.
فى اليومِ الثَّالِثِ ستنعلّمُ كيفَ تكتبُ الحرفَ، وستندرّبُ على ذلك بإشرافِ معلّمْتِكَ، سيكونُ ذلك تحربةً ممتعةً
جدًّاً. هلْ تذكرُ حينَ كنْتَ صغيرًا كم كنْتَ تحبُّ أنْ تقلّ الكبارَ وتمسكَ بالقلم لتكنبُ بِهِ؟ ها قدْ حانَ الوقتُ
الآنَ لتصير كبيرًا، وتمسكَ بالقلمِ وتكتبَ به كما يفعلُ الكبارُ. لا تقلقْ إذا واجهْتَ صعوبةً في البدايةِ، استمرّ في
التّدرّبِ وثابرِ، وسترى أنّ الأمرَ سهلٌ، وأنّكَ صرْتَ تقرأُ وتكتبُ حروفًا وكلماتٍ حدّيدةً يومًا بعدَ يومٍ.
اليومُ الرّابعُ هوَ يومٌ مميّ، لأنّكَ ستندرّبُ على الخطّ، أنيْ كيفَ تكتبُ بخطًّ حميلٍ، وتعتني بما تكتبُهُ، وتحوّدُهُ،
إنّ هذهِ الحصّةَ تشبهُ حصّةَ الرّسمِ، لكنّكَ بدلَ أنْ ترسمَ الأشكالَ والأشياءَ من حولِكَ سترسمُ الحروفَ والكلماتِ.
وبانتهاءِ هذه الحصّةِ ستكونُ قَدْ أَنهيْتَ رحلتَكَ معَ حرفٍ من حروفِه العربيَّةِ، وستبدأً من حديدٍ رحلةٌ حديدةً معَ
حرفٍ آخرَ من حروفٍ لغتِكَ الجميلةِ.
ونَحنُ لَمْ نَنسَ كُمْ تحبُّ الأغانيَ والأناشيدَ، ولذلك وضعْنا لَكَ في الكتابِ أناشيدٌ جميلةٌ ستحبُّها، وستقضي وقتًا
طيّبًا معَ زملائِكَ وأَنتَ تَعَنّيها، لكنْ لا تنسَ أنْ تحفظَها ليكبر عددُ الكلماتِ الّتي تعرفُها ويزدادُ.
أَنْتَ الآنَّ تمسكُ بينَ يديكَ أَهمْ كتابٍ في حياتِكَ، لأنَّ هذا الكتابَ هو الّذي سيحعلُكَ قادرًا على قراءةٍ كلّ
الكتبِ الأخرى. اعتنِ بكتابِكَ هذا، وتعلّمْ منه، ونابرْ على التعلّمِ، وسترى كيفَ تتفتّحُ المعرفةُ أمامَكَ كما تتفتّحُ
الأزهارُ.

فهرس كتاب اللغة العربية للفصل الأول الصف الأول:

أوشي الأرنب الأكول.
بوبي البومة الحكيمة.
تمسوح يحب التلوين.
ثعلوب ممثل بارع.
النشيد (المدرسة).
مراجعة.
جنجل يبحث عن جوهرته.
حلزون يجد له صديقا.
خشون الخروف الخفي.
مراجعة.
مدرسة دودي الجديدة.
ذهب الذئب الفضولي.
النشيد (أنا أحب لغتي العربية).
ربيع والمطر الغزير.
زينة وصديقها عزيز.
مراجعة.
سمسم يحب السكر.
شوشو والشبكة الذهبية.
النشيد (حين تمر السيارات).

اللغة العربية الصف الأول